تشهد الأسواق المصرية في الوقت الحالي ارتفاعًا متواصلًا في أسعار الدواجن، مدعومًا بزيادة الطلب المحلي وارتفاع أسعار الكتاكيت. رغم تراجع أسعار الأعلاف، يتوقع الخبراء عودة استقرار الأسعار في الأشهر المقبلة مع استمرار الإفراج عن شحنات الأعلاف من المنافذ الجمركية بفضل توافر النقد الأجنبي.
الزيادة الحالية في أسعار الدواجن
شهدت أسعار الدواجن البيضاء ارتفاعًا لتصل إلى 75 جنيهًا للكيلو من المزرعة، وتُباع للمستهلك بقيمة تتراوح بين 87 و88 جنيهًا. بينما بلغ سعر الفراخ البلدي 115 جنيهًا للكيلو، وبلغ سعر الدواجن “الساسو” 95 جنيهًا.
وفقًا لتصريحات ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، فإن هذه الزيادة في الأسعار تعود بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار الكتاكيت. لكنه أشار إلى أن هذا الوضع مؤقت، إذ يُتوقع أن يعود الاستقرار إلى السوق مع وفرة الإنتاج المحلي واستقرار الدورة الإنتاجية.
هل الدواجن المحلية أغلى من المستوردة؟
على الرغم من الزيادة في أسعار الدواجن المحلية، إلا أنها تظل أقل تكلفة مقارنة بالدواجن المستوردة، التي تصل أسعارها إلى 135 جنيهًا للكيلو، في حين تباع الدواجن المحلية بسعر 88 جنيهًا فقط.
الزيني أضاف أن السوق المحلية مكتفية ذاتيًا من الدواجن، مما يساهم في الحفاظ على استقرار الإنتاج وتلبية الطلب، ما يبشر بتراجع الأسعار مع نهاية العام الحالي خاصة بعد بدء دورة إنتاج جديدة في نوفمبر.
تأثير الأوضاع الاقتصادية على أسعار الدواجن
الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي شهدها العالم خلال العامين الماضيين أثرت سلبًا على قطاع الدواجن في مصر. واضطر مربو الدواجن إلى رفع الأسعار لتغطية التكاليف المتزايدة، حيث لم يتمكنوا من تخفيض الأسعار دون التعرض لخسائر كبيرة قد تؤدي إلى خروجهم من السوق.
إلا أن الإفراج عن الأعلاف من المنافذ الجمركية وتراجع أسعارها بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأشهر السابقة، قد يشجع المربين على العودة إلى السوق ويسهم في تعزيز الاستقرار، خاصة مع توفر النقد الأجنبي الذي يدعم الاقتصاد المحلي.
دور الأعلاف وأسعارها في تحديد مستقبل الأسعار
وفقًا لعبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، فإن أسعار الأعلاف شهدت تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالفترات السابقة، حيث تراوحت أسعار الأعلاف الداجنة بين 18,000 و22,000 جنيه للطن. هذا التراجع يأتي نتيجة للإفراجات الجمركية الأخيرة وإدراج الذرة المستوردة في البورصة السلعية.
ورغم هذا التراجع، يرى السيد أن السوق لا تزال تعاني من حالة ضبابية، خاصة مع ارتفاع معدلات الطلب بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.
إدخال قطعان جديدة من الأمهات إلى المزارع قد يسهم في توافر الكتاكيت واستقرار الأسعار خلال الأشهر المقبلة. ولكنه شدد على ضرورة فرض رقابة صارمة على الأسواق لمنع التلاعب بالأسعار وضمان استقرار السوق.
التوقعات المستقبلية لسوق الدواجن
يتوقع الخبراء أن يشهد سوق الدواجن تحسنًا تدريجيًا خلال الأشهر المقبلة. نوفمبر قد يكون نقطة تحول مع إنتاج الدورة الجديدة وزيادة العرض المحلي. هذا التوازن بين العرض والطلب قد يؤدي إلى تراجع الأسعار بشكل ملحوظ.
الخطوات التي اتخذتها الدولة لتحسين الوضع الاقتصادي وتسهيل دخول الأعلاف والذرة المستوردة كان لها دور حيوي في تخفيف الأزمة. لكن ما زالت هناك حاجة إلى إجراءات أكثر صرامة لضمان استقرار السوق ومنع التلاعب بالأسعار.
إلى جانب ذلك، فإن تحفيز المربين الجدد على الانضمام إلى قطاع الدواجن يعد أمرًا أساسيًا لاستدامة الانتاج وضمان تلبية الطلب المحلي بأسعار معقولة.
خاتمة
بالرغم من التحديات التي تواجهها السوق في الوقت الحالي، فإن المستقبل يبشر بالاستقرار في أسعار الدواجن مع تراجع أسعار الأعلاف وزيادة إنتاج الدواجن. الرقابة الحكومية والإجراءات الحاسمة ضد المضاربين قد تساهم في تحسين الوضع، ما سيؤدي في النهاية إلى توازن السوق واستقرار الأسعار للمستهلك والمربي على حد سواء.